شمس الحرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شمس الحرية

منتدى مناصر للمقاومه الاسلامية


    كلنا مسئولون عما يحدث امام الله

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 39
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

    كلنا مسئولون عما يحدث امام الله Empty كلنا مسئولون عما يحدث امام الله

    مُساهمة  Admin السبت ديسمبر 04, 2010 4:50 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    منقول

    في العراق يعيش الإنسان العراقي متحيراً لا يعلم كيف سيكون مستقبله، ولا يدري مالذي ينتظره غداً من شر أو خير. يعيش في حيرةٍ من أمره، يسأل نفسه هل ما يحدث لنا هو تضحية في سبيل الحق، أم ضياع في طريق الباطل؟! فهو حينما يلتفت يميناً يجد الكراهية والحقد تؤجج بين أبناء وطنه، وحينما يلتفت شمالاً يرى دماء الشعب في الأزقة والشوراع تراق بيد المجهول الذي يوصف حيناً بالإرهاب، وحيناً آخر بالفتنة، وحيناً آخر باللصوصية، وحيناً آخر بالجار الذي يصفي حساباته، وكل يوم يخرجون إلينا بوصف جديد ووجه جديد وشكل جديد. وحينما ينظر أمامه يرى صراعاً بين الأخ وأخيه، حتى بتنا نرى عجباً ونعيش في زمن غريب فيه المقاوم يتبرأ من أخيه المقاوم، والمؤمن المجاهد يتهم أخيه المؤمن المجاهد بالخيانة والعمالة، والساسة يتصالحون ويتخاصمون في الوقت ذاته، كل منهم يبحث عن الوسيلة الأنفع لتسقيط الآخر، واثبات أنه في المقابل الملك العادل والقوي الأمين الذي يجب أن يأتمنه الشعب على مستقبله، وحينما ينظر إلى الأعلى يجد أمريكا تقف عليه قائمة بلباس رعاة البقر تحرسه مما تخوفه به! وحينما ينظر أسفل منه يرى الخراب والدمار يعم وطنه، الخدمات الصحية والإجتماعية والبلدية منعدمة، والشعب يدفع ثمن تلك المعادلات السياسية وغيرها كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة.

    إننا اليوم نعيش في نفق مظلم، ظلامه دامس وحالك إذا اخرج الإنسان يده لم يكد يراها! والأصوات التي تتعالى منه صاخبة ومؤذية لا يمكن أن تُحتمل. نمشي أو نُساق في هذا الظلام ولا نعلم من أين ابتدأنا لنعود، ولا إلى أين سننتهي لنهرول الى النهاية ونخرج منه! فمن هو المسؤل عن كل ذلك؟ ولماذا يحدث لنا كل ذلك؟ هل هي أمريكا أم نحن؟

    الحقيقة هي أننا جميعاً مسؤلين أمام الله عما يحدث، نحن مسؤلين أمام الله لأن هنالك من دعم مجيء أمريكا الى بلدنا ولم نقف بوجهه، فسكتنا حينما سكت من سكت من العلماء منذ البداية، وأن هنالك من تعاون وصادق وشارك أمريكا ولم نقف بوجهه، فرضينا حينما رضي من رضي من العلماء، سكت العلماء، وسكتنا نحن، ورضي العلماء ورضينا نحن، ولم يتحرك العلماء ولم نتحرك نحن، فنحن مسؤلين جميعاً أمام الله لأننا سكتنا ورضينا بالأمر الواقع.

    والمشكلة الأخطر أننا عندما يأتي من يريد تنبيهنا ونصحنا أو يريد إستنهضنا، ويبين لنا الحقيقة والصواب، لا نقبل أن نسمع له ولنصيحته، ولا التحذير، ولا حتى الحقيقة! فعندما يتحدث ليذكرنا بواجباتنا الإسلامية، ويوقظنا من سباتنا ونومنا لنبصر الشر الذي ينتظرنا والعدو الذي يحفر لنا، نقابله بالصد والرفض، فما يحدث هو أننا نستثار ونغضب، أو نستغرب ونرفض، واحيانا منا من يضحك ويهزأ! والجواب أن العلماء لم يتحدثوا بما تتحدث به يا هذا!! واذا قال لنا هنالك من تحدث منهم، قلنا له ولكن لم يتحدثوا جميعهم ويجب أن يتحدثوا جميعاً!!! ونحن نعلم أنه من المحال أن يتحدثوا كلهم. لا زلت أتذكر كلمات الشهيد السيد حسين الحوثي، عندما قال بما مؤتاه، بأن مشكلة الناس في أوطاننا الإسلامية أنهم يتهادنون مع أنفسهم، فالعلماء يعتبرون أنفسهم معذورين لأنهم يعتقدون بأن الناس لن يتجاوبوا معهم اذا تحركوا، والناس يعتبرون أنفسهم معذورين لأن العلماء لم يوجبوا عليهم شيئاً ولم يأمروهم بالتحرك.

    ولذلك نجد أنفسنا اليوم نلف في دائرة قطرها طويل، ونعيش في هدنة أمدها بعيد تكاد لا تنتهي!

    نحن نعيش في زمن يكثر فيه رجال العلم، والمراجع والمجتهدين والمفكرين، فهل نتوقع أن يتحركوا كلهم ليواجهوا الشر، أم أكثرهم ليقودوا الناس في تلك المواجهة؟ بالطبع إنه يكاد يكون من المحال، ويمكن لنا أن نأخذ أمثلة من واقعنا الذي لم يمر عليه زمن طويل. ففي زمن نظام البعث الصدامي الظالم كنا نعيش زمناً مليء بفطاحل العلماء من المرجعيات والمجتهدين، عاشوا الظلم، وشهدوا المؤامرات، وعرفوا الشر، وعلموا الباطل في هذا النظام الذي أوجده النظام الإستخباري الأمريكي في يومها، ومع ذلك لم يتحرك منهم سوى إثنان فقط على فترات زمنية متفارقة في العراق، الشهيد الأول محمد باقر الصدر تحرك من بين الكثير من كبار العلماء في ذاك الزمن، تحرك وحده، لم يكن يعرفه أحد بالمقام الذي نعرفه نحن اليوم، ومع ذلك تحرك و واجه، معتمداً على الهدي القرآني في حركته ومواجهته، لأنه كان يعلم جيداً ويفقه جيداً قول الله سبحانه الذي يقوله في محكم كتابه {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً} أي يا محمد قاتل في سبيل الله وواجه الباطل، وإن لم تجد إلا نفسك فقط، فقاتل وواجه أنت حتى لو كنت وحيداً في تلك المواجهة، هذا هو ما تحرك على أساسه السيد الشهيد باقر الصدر (رضوان الله عليه)، فكانت حركته قرآنية، محمدية علوية حسنية حسينية في مواجهة الشر.

    وفي مكان آخر، ومثالاً آخر نجد إيران الإسلامية التي طغى وتجبر فيه أحد أعتى الطغاة المدعومين من قبل أمريكا وحلفائها، و كانت في وقت تعج بالعلماء والمراجع الكثيرين، ومع ذلك لم يتحرك من كل هؤلاء العلماء سوى عالم واحد. تحرك الإمام الخميني رضوان الله عليه، ليتحرك معه من تحرك في حينها ... أنظروا إلى الفارق بين الإثنين، في إيران حينما تحرك الإمام رضوان الله عليه، لم يواجه الباطل والشر لوحده، بل تحرك الناس معه. الشعب في إيران لم يتحرك في البداية، مثله كمثل الشعب العراقي وباقي الشعوب العربية والإسلامية، كان يحمل حالة المهادنة نفسها التي عاشها الشعب العراقي بينه وبين العلماء، ولا زلنا نعيشها الى اليوم، وكل منهم يلقي عذره على الآخر، وكان الشعب الإيراني في ذاك الوقت مسؤلاً أمام الله لما يحدث لبلده المسلم.

    ولكن عندما خرج الإمام الخميني وواجه الباطل وصرخ بوجهه، مع العلم أن الإمام لم يكن ينتظر الناس لتتحرك قبله، ولم يكن ينتظر الناس لتتحرك معه عندما خرج ورفض وخطب خطبه الثورية في مواجهة تسلط الأشرار على أمته، بل خرج ليواجه الشر والباطل والكفر وحده، لم يفكر بأنه اذا خرج قد يخذله الناس فتنتهي ثورته، تحرك ثائراً رافضاً للباطل وترك أمر الناس لأنفسهم، لم يطلب منهم سوى القيام بمسؤلياتهم اتجاه الإسلام، وعندها إستجاب الناس له، وحينما أستجابوا وقاموا بمسؤلياتهم وواجباتهم في التحرك والمواجهة والرفض، فقد أعذروا أمام الله في تحركهم، وكان لا بد أن يكون النصر الذي وعد الله به كل أمة تقوم بمسؤلياتها وواجباتها هي النتيجة الحتمية لحركتهم، لأن الله سبحانه حينما يقول لنا {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} فهو يؤكد لنا أنه إن قمنا بواجباتنا في مواجهة الباطل والشر واعداء الله، ومهما كان شكله و وقوته وتجبره، فالله سبحانه سيُهيء لنا أسباب تحقق النصر عليهم، وسيلقي الرعب في قلوبهم، وسيذلل العوامل المناخية والجغرافية لنا، وسيثبت أقدامنا بتقوية قلوبنا وتشجي
    عنا في مواجهتنا لهم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 3:11 am